أين نحن في معركتنا ضد الجنجويد سياسيا وعسكريا ؟!
•عمرو صالح يس •
زي ما قلت كتير المعركة دي عندها جبهة عسكرية وجبهة سياسية. نحن قاعد نتحرك ببطء لكن متقدمين في الجبهتين.
عسكريا زي ما قال أسامة عيدروس واضح إنو الدعم السريع هجوميا وصل حده. يقال أن قتلى الدعم السريع في معركة الاحتياطي المركزي كانوا بأعداد كبيرة ومن مقاتلين نوعيين وواضح إنو بعدها الدعم السريع فقد مقدرته على الهجوم، دا غير إنو واضح إنو فقد كتير جدا من مقاتلاته الحربية. دا انحدار سحيق من قوة بما يفوق الأكتر من مئتات التاتشرات الكانت بتهاجم القيادة العامة لي قوات بلا مقدرات عسكرية ولا قدرة على تكوين تشكيلات هجومية تقود هجومها بعربات مسروقة، وقائدها الأول غير قادر على الظهور إعلاميا ولا مخاطبة قواته وقائدها الثاني ولى عن المعارك العسكرية للصفقات السياسية. دا غير إنو العمليات النوعية للقوات الخاصة ألحقت خسائر جسيمة ومتتالية ومباغتة للمليشيا. يقال أن العمليات الخاصة بتستهدف القيادات الميدانية للدعم السريع. لكن قيمة العمليات الخاصة قيمة معنوية ما مادية. العمليات الخاصة دي عاملة زي فرق المواكب المحلية في الثورة من المواكب المركزية. المواكب المحلية قيمتها التهزيء البتعملوا في العدو. فلو متذكرين مثلا صدمة التاتشرين ولا جرية العسكري من التاتشر الوقع في الخور، والعبارات القصيرة التلقائية البتضيغ خطاب وبتخلق وعي جمعي زي عبارة نحن أخوانك يا بليد. فقيمة العملية الخاصة هي الفيديو التلقائي البتصور في سياقها. دا قاعد يألم الجنجويد والقحاتة. دي بتحقق هزيمة نفسية بالغة جدا للعدو بالإضافة لأنو استمرارها وتتابعها بيحقق هزيمة مادية ما ساهلة وبالذات لو بتستهدف قيادات نوعية.
أهم تقدم عسكري ظهر هو ما حققه الجيش في أم درمان. للأسف التحرك البيكون فيو قوات برية وغطاء طيران ومدفعية زي الحصل في أم درمان نادر جدا للجيش وهو أكبر دليل على إنو الحيش معقل هجوميا وبالذات في التحرك تجاه منطقة الخرطوم المركزية اللي أصلا ما فيها سكان لكن قيمتها السياسية كبيرة للدعم السريع. وللأسف التحرك دا بعد حصل واضح إنو اتوقف دون السيطرة على كبري شمبات تزامنا مع مهزلة الإيقاد في أثيوبيا وكأنها كما يرى البعض كانت هدنة غير معلنة. السيطرة على مركز أم درمان وكبري شمبات حتى لو طرفيا ما نضفت صالحة وأمبدات، هي المطلوبة، لأنك بتكون ارتكزت في النص وبقت الأطراف مقطوعة من المركز فبعد دا بيكون هجومك ساهل على الأطراف. ناهيك إنو الخط البيمر من صالحة عبر كبري شمبات هو أهم خط إمداد للمليشيا. فالجيش في إرادة فيو لا دايراو يقطع أهم خط إمداد للمليشيا لا دايرو يحرر منطقة الخرطوم المركزية البتدي سيطرة الدعم السريع قيمة سياسية. لكن زي ما قلنا البرهان مهما عطل الجيش ما حيوقفوا ويا الجيش شاتو يا استجمع إرادته كليا تجاه الحسم العسكري.
التقدم الأكبر الي تضرابت حوله الأنباء هو ظهور البيرقدار. طبعا دي حتكون القاضية. في إجماع إنها موجودة وقيد التحليق التجريبي لكن في اختلاف في إنها نزلت الخدمة ولا لأ.
نجي للميدان السياسي. وهنا العدو الأساسي طبعا هي الحرية والتغيير من حيث الوزن السياسي عبر التمثيل السياسي الفوقي للقوى المدنية الراغبة في التحول المدني الديمقراطي، ونجاعة الخطاب السياسي والتحركات الأقليمية الهدفهم إيقاف الحرب عبر تعطيل الأسلحة النوعية للجيش بما يبقي على الامتيازات العسكرية والسياسية والاقتصادية للدعم السريع بعد فشل مخطط السيطرة على العاصمة عبر الضربة الخاطفة. هنا معركة الاحتياطي المركزي كانت أحد أقوى أسباب التقدم في الجبهة السياسية. مرات الهزيمة نفسها بتكون باب انتصار. لأنو الراي العام الاتشكل شعبيا وعسكريا فيها أجبر البرهان على اتخاذ موقف سياسي رسمي من الدولة تجاه النهايات السياسية للمعركة اللي أعلن فيها بوضوح إنو لا مكان في السودان لدقلو وشيعته. دا كان بداية التداعي السياسي للحرية والتغيير والإمارات في رايي. لأن الإشارة السياسية للخطاب تعني أن تيار الحسم العسكري والسياسي قد تقدم في الجيش بي طريقة خلت مساحة المناورة العسكرية والسياسية للبرهان تبقى ضيقة جدا. ودا ظهر في اجتماع الإيقاد. الذهاب مع عدم الحضور يعني إن حدود حركة البرهان السياسية بقت ضيقة والحضور نفسه مهدد لأنه ممكن كان يجيب موجة غضب شعبي وعسكري كاسحة تودي بالبرهان نفسه. دا بيقول إنو البرهان فقد قيمته الجيواستراتيجية للمحور الإماراتي وقيمته السياسية للحرية والتغيير والدعم السريع. ناهيك إنو الاستحابة للاستنفار نفسها جات على غير المتوقع واسعة جدا وبقت هي نفسها مجال تقدم كبير في الجبهة السياسية.
بالمقابل هاشتاق قحت لا تمثلني كان هزيمة سياسية ثقيلة لقحت وتقدم كاسح لتيار السيادة الوطنية. الهاشتاق دا من أقل من ألف وصل ١٠٠ ألف في يوم واحد. علما إنو هاشتاق لا للحرب في تلاتة شهور وصل ٣٠٠ ألف وهاشتاق تسقط بس كان ٦٠٠ ألف. الهاشتاق دا بداية النهاية للحرية والتغيير وسقوطها العمودي نحو الهاوية. والشكر في الموجة الصاعدة دي طبعا للانصرافي ومستمعيه. فالانصرافي كان وبلا شك الأكس فاكتر في المعركة السياسية دي، ليس لشيئ سوى نجاحه في تقديم محتوى سياسي قطاعات ما بسيطة من الناس دايرة تسمعه. ويبدو إنو الشعب السوداني لا يعدم الحيل الشبحية في اللحظات الصراعية لتنسيق الفعل الجماعي، فصفحة تجمع المهنيين كانت الأكس فاكتر في الثورة وصفحة الانصرافي كانت الأكس فاكتر في الحرب دي في جبهتها السياسية كما ظهر في موكب جمعة الغضب وهاشتاق قحت لا تمثلني. الهاشتاق دا في تقديري في لحظة واحدة فعلوه ما لايقل عن ١٥ ألف ودا خلاو بعداك يتحرك بمتوالية هندسية وصلتو ١٠٠ ألف في نفس اليوم. ما يدل على إنو كان في جوهره فكرة آن أوانها. لكن الأهم من كدا إنو تحالف الحرية والتغيير مع الجنجويد كان بيتطلب درجة من التحليل المعقد عشان تكشفه لكن حاليا بقى ما محتاج غير لي الحس السياسي السليم political common sense. وهنا الحرية والتغيير قوتها ما في المركز السياسي لكن في نظام الدعم الاجتماعي والدوائر الاجتماعية حقت مركزها السياسي المرتبطة وجدانيا بالثورة ومعارضة الانقاذ عموما. صعب جدا ناس قبل أربع سنين اصطفوا مع الحرية والتغيير ضد الكيزان والجيش يجوا يلقوا نفسهم في موقف سياسي بيضطراهم يصطفوا ضد الحرية والتغيير مع الكيزان والجيش. وهنا المجنن بوبي طبعا الدعم السريع، بقى زي ما بيقولوا ناس الفلسفة النعجة السوداء. فهنا أي زول وعيه السياسي محدد ما مجرد ما بيعرِّف المصلحة السياسية بمعزل عن الفاعلين السياسيين وما بيقدر يميز بين الفعل السياسي والفاعل السياسي صعب جدا يتبنى موقف سياسي بالشكل دا. زول مخه فيو مسلمة فكرية بتقول ليو أي شي يأيدوا الكيزان أقيف ضدو صعب جدا يتفوق فكريا ونفسيا على نفسه في موقف زي دا. بالمعنى دا، الحرية والتغيير فقدت القدرة على تحفيز دوائر دعهما الاجتماعية. بمعنى، في أي محادثة ثنائية أو نقاش في الفيسبوك الطرف المدافع عنها بقى عرضة للتعنيف السياسي. ودا أكبر ما خسرته الحرية والتغيير: تحييد دفاع دوائر دعمها الاجتماعي في النقاشات الثنائية one to one conversation. فحوارات خالد عمر يوسف مع أحمد طه وسعد الدين ومنشوراته وبالذات المنشور الذي بدى فيه شامتا على هزيمة الجيش في الاحتياطي المركزي ومؤخرا ظهور عرمان مع أحمد طه ولقاء موسيفيني في عنتبي وانتحال صفة وزارة الصحة الولائية وأخيرا اجتماع الإيقاد كلها أمكنت رجل الشارع العام من إزالة شحم لا للحرب الكاذب عن لحم ودم التحالف العضوي حد الاستماتة مع الجنجويد بغية الرجوع إلى معادلة قريبة من معادلة ما قبل ١٥ إبريل: ثالوث الشر بين البرهان والدعم السريع والحرية والتغيير بطموح الحكم عبر الشرعية الثورية المستمر منذ صبيحة ١١ إبريل ٢٠١٩: الثالوث دا أكبر معيق لتأسيس الدولة وأكبر معيق للتحول المدني الديمقراطي.
لكن أعتى هزيمة سياسية جاءت في جوهرها كهزيمة دبلوماسية بفشل مخطط محور الإمارات والدعم السريع والحرية والتغيير في تمرير أجندته في الإيقاد دعم من الاتحاد الأفريقي. تكللت المساعي الدبلوماسية لهذا المحور بالفشل في آخر محاولة لحفظ ما وجهة انحداره العسكري والسياسي. فحتى تصريحات روتو وإبي أحمد فشلت في أن تبلغ البيان الختامي للقمة وهي مجرد ترضية لروافع الإمارات على الدولتين. وإذا أنت فشلت في تحييد القوة الهجومية للجيش وبالذات الطيران بعد ظهور البيرقدار وفقدان قدرتك الهجومية في محطة الإيقاد فالفشل في محطة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أبلغ.
نحن في حاجة إلى تقدم عسكري أو سياسي يجهز على تحالف الجنجويد والقحاتة. وهنا أنت بتنتصر فعليا في المعركة لمن عدوك يستيقن بحتمية الهزيمة ما لمن يهزم حقيقة. زي الشطرنج. ممكن تجي لحظة تحرك آخر طابات ساعتين لكن بيكون وضح من بدري إنو المعركة دي اتحسمت ومساحة مناورة العدو بقت تؤول للصفر. وهنا آخر مناورات البرهان العسكرية وجناحه في الجيش ستكون بإيقاف الجيش من السيطرة على كبري شمبات، دا بيتطلب إنو الجناح السياسي ممثلا في قحت يقدر يخلق بالتزامن منبر تفاوضي جديد يدخل الجيش في هدنة غير معلنة جديدة. جاية قمة مصر، اللي هي قمة متحالفة وظيفيا مع تيار السيادة الوطنية، وستكون هناك محاولات لتفعيل منبر تفاوضي جديد بعدها، كلها بهدف كبح التقدم العسكري للجيش عبر هدن غير معلنة. بالمقابل النجاح في إخراج موكب عرمرم داعم للجيش سيحقق تقدم نوعي في الجبهة السياسية بإخراج شهادة وفاة الحرية والتغيير السياسية.
في الحقيقة الأيام دي كل الناس بتتكلم عن جسم مدني بديل ودا أكبر شاهد بأن هذا التحالف يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسيدل على موته دابة الأرض العاكفة على أكل منسأته. لأنه في السياسة التصور أهم من الواقع: Perception is more important than reality.
السيادة والرفعة للدولة السودانية
النصر والمجد لجماهير الشعب السوداني
النصر والمجد للقوات المسلحة السوداني
https://www.facebook.com/sudanytv
https://t.me/joinchat/2F84hiRu_tEzMDA8
https://twitter.com/TvSudany
https://sudanytv.com/