* بعض القَصَص يكتُبها القلم ، وأصدقها يرويه الدمعُ والدَّمُ والألم ، يقول د. مصطفى محمود عليه رحمة الله: (تربية الفضيلة في النفس أمرٌ مختلفٌ عن تسمين الدجاج أو تربية الاسماك .. فليس للفضيلة وصفةٌ علميةٌ تنمو بها ، ولا بذورٌ تُشتَرى من السوق .. لأن الفضيلة نور ، ولا يمكن ان تُنوَّر النفوس إلا بالإتجاه إلى مصدر الإشراق .. إلى *الله* صاحب الفضل في كل فضيلة).
* تتشكَّل العناصر الثقيلة على حواف جحيم الثقوب السوداء ، ومن جرَّاء اصطدام النجوم النيوترونية ببعضها مُحدثةً انفجاراتٍ هائلة ، فتؤدي بدورها في نهاية المطاف إلى التحام الذرات والجسيمات مُشكِّلةً المعادن الثقيلة ، والتي من بينها الذهب والبلاتينيوم واليورانيوم والفضة والحديد ، وهذه المعادن الثقيلة وصلت إلى الأرض تحملها الكويكبات التي اصطدمت بالأرض في مرحلةٍ تُسمى بفترة القصف الشديد المتأخّر (حين أمطرت حصو) قبل حوالي أربعة مليار سنة خلت.
* بينما تضج مدن السودان بالانفجارات ، وتُمطِرُ سماءها حِمَماً (بدون بُرّاق) ، وتدكُّ نيران المدافع الأحياء والأسواق وحتى المقابر .. وفي غمرة اضطرام هذا الجحيم ، ومن بين ألسنة اللهيب .. تتشكَّل اليوم العناصر الثقيلة من الشباب الذين سيقودون حاضر ومستقبل السودان ، وقطعاً لن يكونوا كالعناصر التي شكّلها المُستعمِر في عواصمه ليستحمِر بهم أهلهم ، ولا كأولئك الذين ترعرعوا في كنف حواضن الاستعمار ~(الوطنية)~ من عائلاتٍ وجامعاتٍ ومؤسساتٍ أنشأها الاستعمار الثنائي مفارخاً يستولِد منها وُكلاؤه من بعده ، ولكأني بهذه الحرب مخاضٌ شديدٌ لميلادٍ جديد (ولا غرو أنها احتدمت في الدَّايات) ، فالشعب رأى بأم عينيه قذارة العائلات السياسية التي استولدها الاستحمار الثنائي من حمأة الخمول ، وخَبِر الشعب اليوم حثالة الأحزاب التي أنشأها في كنفه ، وأزكمت أنفه عفونة الإدارات والكيانات والمؤسسات التي صاغها لنا المُستعمِر أوثاناً ، فأخضع بها الأعناق أزماناً ، وظلَّت هي تُقدِّم له الوطن قرباناً .. وما أحرانا في السودان بتصحيف كلمات الرحابنة التي تغنّت بها السفيرة إلى النجوم:
*سألوني شو صاير ببلد العيد*
*مزروعة ع الداير نار و بواريد*
*قِلْتِلُّن بلدنا عم يخلق جديد*
*سودان الكرامي و الشعب العنيد*
* قد يكون المرء كافراً فيصبح مؤمناً في لحظة ، وليس ذاك هو الحال في الأخلاق والطباع والسجايا ، فمن المحال أن يصير الجبان شجاعاً ، أو البخيل جواداً ، أو الكذوب صادقاً ، أو الخؤون وفياً .. فالناس معادنٌ ، وخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ، ومن انتظر من الخسيس رِفعةً كان كمن ينتظر نخلةً أن تمشي بين الناس.
* إلى حفنة الحثالة المتخثِّرة ولا سيما الطاعنين في السن من بعض قادة القوى السياسية والمجتمعية والأهلية والإعلامية والثقافية والفنية الذين زادات أعمارهم وألقابهم وانتكست فطرتهم وألبابهم .. أشباه الرهط الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون .. الذين أبوا إلا أن يلقوا الله (قريباً إن شاءالله) مُجلَّلين بعارِهم ونفاقهم وعُنصريتهم وتعصُّبهم ، ولا يدَّخرون وُسعاً أن يُحشَروا تحت لواء إبليس الداعي الأول للغباء والحِقد والحسد والتعصُّب والعنصرية … الذين طالما باعوا دينهم وبلادهم وأهلهم وآخرتهم بدنيا غيرهم حتى أسقط الله عنهم آخر ستوره عليهم .. نقول لهم: لم تفاجئونا ، وربما فجعتم بحقيقتكم غيرنا .. فقديماً قيل:
*إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً*
*فمطلبها كهلاً عليه شديدُ*
طبتم وطاب مخاضكم
انضم الان: ST Online
https://t.me/+orOdqw1PrIkyZjg0
#st_online
#sudan_news
#السودان