بقلم : الرفيع بشير الشفيع
*(١)*
انا لست من المتنبئين ولكن شهدت جل إن لم يك كل إستقراءتي ومنذ ٢٠٠٦م ( رغم وصفها من بعض المخذلين ، بالسوداوية)، أن جل ما توقعناه لما سيحدث في السودان، تحدث بحذافيرها، جلها أو كلها أيضا، ففي العام ٢٠٠٦م ترجمة جزءا غير يسير من كتاب ( خرافة ١١/٩ the myth of 9/11) حوالى ٢٦ صفحة تقريبا وسلمتها لصحيفة الإنتباهة ولم تطبع!!!) والكتاب يتحدث عن تلك المسرحية المصنوعة لغزو منطقتنا، لتشكيل الشرق الأوسط الجديد والذي تعتبر المنطقة كلها بما فيها السودان هي المعنية بالتشكيل الجغرافي والإثني والثقافي لمشروع الشرق الأوسط الجديد، على أن تكون الحرب متدرجة على الدول السنية الأقوى( جيوشا وشعبا، أفغانستان، العراق، ليبيا، اليمن) ثم الدول الأكثر حراكا سياسيا لتنزيل الإسلام على أرض الواقع( وبغض النظر عن كفاءة التنزيل من خطله، طالما أن المنافسة على الحكم وقيادة الشعوب وزيادة وعيها وتبني مشروعات وطنية عملاقة تحرر قرار تلك الشعوب )، مثل السودان، تونس، الجزائر ، على أن تكون الدول الأكثر رخاوة في طرحها السياسي والأكثر قُربى من الغرب في نهاية المطاف في حرب الكروسيدر رقم ١٢ ، the crusaders كما نطقها الزعيم الامريكي النيولبرالي(بوش الإبن) في أول ساعة بعد ضربة سبتمبر وحدد معالمها وصّوب أسهم مصطلح الإرهاب على الإسلام.
ووفقا لتشابك الأحداث ، فقد كتبت خطابا في ٢٠٠٩ وأعدت ما فيها في ٢٠١٠ و٢٠١١ م متضمنا( توقع أيلولة السودان لحكومة يسارية،علمانية) تطبق أهداف الغرب في الشمال كما هي، وقد بدأت التهيئة لذلك بتحالف اليسار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في اول شهر بعد إعلان الشريعة في ١٩٨٣م ( كما جاء على لسان بعض قادة الحزب الشيوعي)، وما زلت احتفظ بصورة من الخطاب.
وقفت ضد إنشاء (منسقية قوى الحرية والتغيير) منذ ٢٠١١ بأعتبارها كانت الخميرة الاولى لغزو المشروع لشمال السودان، ووقفت ضد شق الجاليات لتكوين حكومات اليسار الخارجية الشبه رسمية من خلالها، والتي مثلّت فيه ( الجاليات اليسارية في الخارج ) البوابة الشبه رسمية لإتصال اليسار بالخارج للتحالف مع أعداء الخارج، لمحاربة السودان الشمالي( حينها ، والى الان) ومقاطعته ومحاربة المشروع الإسلامي المناهض للمشروع العلماني بدءا ، وتنفيذ مشروع تحرير السودان، وما أدراك ما تحرير السودان، ولم يقف صرير قلمي منئذ والحمد لله، وإلى أن يشاء.
*(٢)*
أما فيما يخص ما حدث للسودان منذ منتصف العام ٢٠١٧م ؛ والى الآن ، بدعوى اسقاط الإنقاذ،؛وبغض النظر عن أخطاء الانقاذ او إنجازاتها، وبغض النظر عن تفردها بالحكم او اشراكها اليسار نفسه بمحاصصات ٢٠٠٦ ، إلا أن المشروع العلمانو-صهيوني، ينفذ على أرض الواقع وبخطى متسارعة جدا وبأبعاد ثلاث ورباع ونجاح في كل الإتجاهات، رضي الشعب أم سخط، بل رضي الله عن السودان أم دمره تدميرا، لا يهم في نظر أصحاب المشروع.
*(٣)*
والآن بعد توقيع الإتفاق الإطاري، يبدو أن العملاء والعمالة الخارجية بشقيها الداخلي والخارجي بقيادة اليسار داخليا، ومجموعة من الدول النيوليبرالية من الخارج، وبعد أن أخذت معهم بعض قيادات العسكر والدعم السريع، يمينا مغلظة، وتمت صفقات (الحماية – التمكين) المتبادلة، وإرجاع قحط ومشروع قحط الرابعة ، يبدو انهم قد نجحوا جميعا، نجاحا منقطع النظير في وضع السودان على المحك الحقيقي، محك( إما فيها واما نطفيها)، ومحك ( اما علمانية وإما طوبة طوبة)، وإما( رضى بالواقع العلماني ومشروع تفتيت السودان، وإما فوضى خلاقة لا تبقي ولا تذر) :
فماذا نتوقع؟
أولا : – أن يتلملم اليسار مرة اخرى بعد مسرحيات الخلافات التي رأيناها من لعب الأدوار في حكومة (قحط١) منذ ما قبل اكتوبر ٢٠٢١ م، وما بعده،؛ بين (قادة مشروع السودان الجديد والعلمانية وتجمعات اليسار والحركات المسلحة والغافلين من قادة الاحزاب الوسيطة التقليدية)، وإنصياع قيادة الجيش والدعم السريع ، والإنحناء لعاصفة المشروع( كراعنا في رقبتنا)، نتوقع أن يمهد الطريق لمشروع السودان الجديد ( مقسما ومفتتا ودولة ضعيفة ومجزأة)، وبالبندقية وقانون الغاب.
ثانيا : (كلفتة) حكومة( مؤقته)، مُشكّلة من “بايظ قحط ١، و٢، و٣) تمثل أعنف صقور اليسار، يسميونها حكومة( كفاءات) حكومة علمانية (جهيرة)، نافذة ومحمية وشرسة و لها القدرة على مزيد من التجانس بين شهود الباطل، لتنفيذ المشروع العلمانو-صهيوني على السودان بحذافيره.
ثالثا : نتوقع إصدار قوانين وتشريعات مفجعة وقاهرة ومخيفة لتنزيل تضمن انسياب تنفيذ المشروع الأسوأ في حياة السودان.
رابعا : نتوقع أن تصدر بيانات تكميم الأفواه، لتصفية الاعلام من الأقلام والأصوات التي ستقف ضد المشروع هذه المرة ، على غرار ما حدث من الحزب الشيوعي والقومي في بيانهم الثاني في ثورة مايو ١٩٦٩ ،( حيث صدر البيان الثاني الذي يقول أن كل من يقف ضد الثورة وقادتها فسوف يكون جزاءه السجن عشرة سنوات أو الإعدام!!! (إقرا كتاب الديمقراطية في الميزان لرئيس الوزراء المحجوب) وبالمناسبة كان انقلاب مايو نسخة من أنقلاب الانقاذ ضد حكومة ديمقراطية ايضا، بقيادة حزب الأمة ايضا، إن كانت انقلابات اليسار تحسب انقلابات، لكن عين الرضا عن كل عيب كليلة).
خامسا : نتوقع إنفراجة إقتصادية ، طفيفة، بالدعم من الخارج لذر الرماد على العيون وتعميتها عن انفاذ كل شروط وبنود المشروع العلماني، ومشروع السودان الجديد، كما نتوقع في هذا الصدد تمكين البنك الدولي بصورة نهائية وفق أحكام “القاتل الاقتصادي”.
سادسا: نتوقع مزيدا التمكين اليساري العلماني والعملائي بوضع اليد على كل مؤسسات الدولة، ونتوقع كنس بقية الوطنيين وبغض النظر عن ( توجهاتهم) طالما أن فيهم وطنية او بقية وطنية وإيمان وقيم وأخلاق.
سابعا : بعد التزام بعض قيادات الجيش والدعم السريع بحراسة حكومة قحط الرابعة، ومشروعها، نتوقع المزيد من الحكم العضوض والقهر بالبندقية ( طالما في يدهم البندقية كما قالوا) ومزيد من القهر والتخويف لكل التكتلات المناهضة السياسية والدينية والمنظمات والإدارة الاهلية وأصحاب الأقلام الواعية، والمستقلين الوطنيين النزهاء وكافة الشعب الأبي، طالما أنهم سيمثلون القاعدة العريضة للوقوف ضد المشروع.
ثامنا :- تحت مسمى ودعوى “تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ولحرص أعداء الوطن الداخليين وفق اجندتهم ، نتوقع العمل وبصمت شديد لتفتيت البنية التحتية للوطن، وحل كل المؤسسات، وإفراغها وتعطيلها، وتعطيل كل المشاريع الكبرى في البلاد، العسكرية منها والمدنية، لما قبل سطو قحت بإعتبار أن هذا شرط من شروط الخارج لتركيع السودان وطالما أنه متبرء من البصمة العلمانية والمشروع.
تاسعا :- بعد أن تنازل بعض قادة الجيش وانحنوا العاصفة عن هيبة وهيئة جيش من أقوى وأقدم الجيوش الوطنية في القارة ، وبعد أن فرط بعض قادة الدعم السريع ، حبل أحابيل اليسار على رقابهم ، نتوقع اكمال مشروع تفتيت الجيش والدعم السريع، بعمليات الدمج والأبدال والإحلال، لتنفيذ الجزء الأهم في مشروع السودان الجديد( إعادة هيكلة الجيش، وتغيير عقيدته).
عاشرا:- نتوقع مزيد من التحرشات والاستفزازات والترهيب لإثنيات من مناطق معينة، لرفع يدها واسكاتها عن ما يجري ، وهي المعنية بأهداف تحرير السودان لأفرقته كجزء من مشروع السودان الجديد.
حادي عشر : نتوقع المزيد من الإنفلاتات الامنية في العاصمة على ( لونية معينة من الشعب)، هم المقصودون لافراغ المركز منهم.
ثاني عشر نتوقع المزيد من تدخل بريمر السودان، فولكر وبعض السفارات الاجنبية في الشأن السوداني وتوجيه كل الحراك السياسي لخدمة أجندة ومشروع الخارج لتهيئة السودان لخارطة ” برنارد لويس”.
ثالث عشر نتوقع رئيس وزراء سيكون مفاجأة للجميع وطاقم حكم سيكون هو الاقوى والأسوأ والانكأ على وحدة السودان.
رابع عشر نتوقع إعلاما موجها يخدم قضايا العلمانية وتحرير السودان وانزال معاني( الحرية والسلام والعدالة) وفق التفاسير العلمانية على الارض.
خامس عشر نتوقع تمديد الفترة الانتقالية بدعوى المزيد من اعطاء الزمن( الفرصة) لقحط ٤ لتنفيذ مشروع تمكينها، ولا نتوقع انتخابات بعدها إلا إذا كانت لصالح المشروع.
سادس عشر نتوقع نهاية لعب الأدوار من الحلو ومحمد نور ونتوقع مزيد من تسلط ابناء جون قرنق وتوجيههم الدولة لخدمة مشروع السودان الجديد.
سابع عشر لتخويف وأسكات قادة الإسلاميين ( خصوصا من الإنقاذ) ، نتوقع محاولة ارسال بعض قادة الإنقاذ للاهاي واسكات القادة الأعلى صوتا خارج السجون متضمنا الوطنين الجدد من كافة الشعب والذين قاوموا المشروع وأسقطوه في مراحله التجريبية من ٢٠١٨ الى ٢٠٢٢م ، ونتوقع اسكات الأصوات بكل السبل ( السجن او الاغتيالات أو النفي من الوطن).
ثامن عشر في حال فشل او إفشال مشروع قحط (٤)، والوقوف ضد إشتهاءات العملاء الداخليين والخارجيين، نتوقع ادخال السودان في مرحلة الفوضى الخلاقة ( وربيع السودان العربي الدامي الذي لا يشبه أي ربيع) لا قدر الله.
تاسع عشر نتوقع مظاهر(داعشية- ارهابية مجندة صهيونيا ) مصاحبة لأحداث هذه المرحلة لفرض الواقع.
عشرون في حال انتصار روسيا على الغرب ، وفي حال حدوث وعي سوداني مفاجيء للتغييرات العالمية والتغيرات في المنطقة، وأثرها على الشأن الجيوسياسي في السودان، وتشكيله، نتوقع أن يجد السودان فسحة في أمره إذا وجدت كفاءة سودانية وطنية حقيقية، ستخرج السودان من عنق بإذن ربه ، وإذا انتصر الغرب على روسيا، وحلفها الصين وكوريا الشمالية، فنتوقع مزيد من الغطرسة الداخلية والغربية على السودان وسينفذ مشروع السودان الجديد مرورا بأفرقته وتفتيت هويته الاثنية والثقافية والدينية وخلاسية رسالته وتجسيره للهوة بين العروبة والاسلام وافريقيا، وسيود السودان ظلم وظلام بعدها الى أن يشاء الله.
والله ولي أمر السودان وهو القادر عليه، يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.
الرفيع بشير الشفيع
https://www.facebook.com/sudanytv
https://t.me/joinchat/2F84hiRu_tEzMDA8
https://twitter.com/SudanyTv
https://sudanytv.com/