هو دوماً وئيد الخُطى ..ماهلاًً….
لكنه الليلة مضى سريعاً عجِلاً ..
بالامس كان هنا .. ..
واليوم رحل …
اخي وصديقي ..ومحل مشورتي ونصف رأيي ..
السفير ماجد يوسف ..
ان فقد ماجد طعمه مُرٌ ومؤلم ..ورحيله فاجع ..
لقد فقدنا حكيماً ..وراشداً ومرشداً ..
فقدنا رجلاً متأنياً ..مستودع افكارٍ واسرار …
فقدنا دبلوماسياً رفيعاً
وسودانياً نبيلاً ..
..
فقدنا ..اليوم رجلاً ..حجرّ هول فراقه الدمع في العيون ، والجم الذهول لساعات الجميع …
كان ماجد انموذجاً للسودان ..
سمتاً وروحاً وفلاحاً ووعياً وطولة بال …
مثقف قل مثله ..
كان نابهاً وزاهداً يحيرك زهده …
كان الكلام معه بهجةٌ للنفس
والسماع له يعني الانصات
لمعلم صاحب تجربة وخبرة …
كان قليل الكلام ..
عباراته قصيرة ودالة ..
كان في رأيه دوماً بعيد النظر …
كان مترفقاً في مشيه واكله .
متبسطاً مبتسماً ..
ليس صخّاباً ولا لعّاناً ..
كان سلماً لما آمن به ..
وجهه واحد وقبلته واحدة
وبيعته واحدة وكلمته واحده ..
احب هذا البلد بصدق وخدمه بتجرد …
كان مرجعاً في القرن الافريقي وفي دهاليز السياسة فيه ..
كان الدبلوماسي صديق الرؤساء ..حيثما عمل ..
كان محاوراً بارعاً ..ودبلوماسياً حاذقاً ..ومترجماً مجيداً …يهوى الزراعة والصحافة والتصوير …ويطوِّع القلم
كيف اصفه ..كيف احيط به ..كان امة ..
وما اجمل الصباح حين تأتيك منه رسالته المعتادة ..
كنت احتار من اين يعثر على تلك الوحات الجميلة !!
كان ماجداً ماجداً فعلاً..كان أمة…
يا لهول المصيبة وعظم الفقد
من الخرطوم الى الفاشر الى اسمرا ونيويورك .. ستمتد سرادق العزاء ..
يا للحزن المقيم ..
ويكأنه انهد بنيانُ ..
ويكأنه جف النيلُ..
ويكأنه جبل مرة دك …
يا الله ..
يا كامل الصفات
يا واسع الرحمات
يا عظيم الهبات
اتاك حبيبنا واخانا عبدك ما جد ..
اللهم فأكرمه بما انت اهل له ..
اكرمه كرماً تطمئن به نفسه ويعلو به مقامه ….
وانزل على اهل بيته وعياله وعارفي فضله الصبر الجميل …
ويا ماجد غيابك مُر ..
https://t.me/joinchat/2F84hiRu_tEzMDA8
https://twitter.com/SudanyTv
https://sudanytv.com/