يخاف الشرفاء من “الفاتِيّة”؛ لأنها من الممكن أن تتهمك بكل قبيح، وأن تفتري عليك كل الافتراءات أمام الملأ، لتشين سمعتك، وتقتلك معنوياً.
أما السايكوباثي فهو يستهدفك، ويقتلك، أو يتآمر لقتلك دون أن يَرِفّ له جفن، (١) ولا يشعر بأي ندم Remorse.
والسايكوباثي (٢) يكذب وهو يرتكب جريمته وبعدها.
واجتماعياً (٣) يبدو اجتماعياً وشخصاً عادياً متفاعلاً، لكنه في الحقيقة مريض.
هذا ما يجمع عليه علماء علم النفس والمعالجون النفسيون والمختصون في علم الجريمة Criminology.
وخلال الأربعين سنةً الماضية سيطر أعضاء “مذهب ذوي العاهات” من اليساريين على المجموعات المعارضة للإنقاذ في الخارج، مثلما سيطروا على إعلام المعارضين للانقاذ.
والأخطر أنهم استغلوا علاقاتهم بالدول الغربية التي كانت تتخذهم جواسيس وتنفق عليهم، فاستهدفوا السودانيين الذين يقيمون بالخارج، خاصةً كل من لا يخضع لخطهم أو يعارضه وذلك بتبليغ تلك الدول بافتراءات ضده، ولا يهمهم الضرر الذي سيلحق به.. ومن ثم كانوا تجسيداً عملياً لتلاقح بل اندماج شخصية “الفَاتِيّة” وشخصية “السايكوباثي”.
ولقد تضرر أناس كُثر من هذه الشخصية “السايكوفاتية”، الـمُجَسّدة في أكثر يساريي السودان.
وتنوّع رد فعل السودانيين تجاه هؤلاء:
– فتبعهم ذوو العقول الصغيرة الذين سمحوا لآخرين بالمشي بأحذيتهم المتسخة على عقولهم.
– وتجنّبهم أهل طريقة “أبعد من الشر وغنّيلو”.
– وواجهتهم متمردةً على شرّهِم جماعةٌ.
ومن بين من أصابه شر هذه الشخصية اليسارية “السايكوفاتية” الأستاذ المعز إبراهيم الهادي والذي نورد أدناه كامل جريمة اليسار “السايكوفاتي” ضده، كما كتبها هو:
” كتب المعز إبراهيم الهادي، المحاضر – سابقاً – في كلية القانون بجامعة الخرطوم:
أنا كوز.. ومن الفلول..
كنت على رأس دفعتي حينما تم قبولي للدراسة في كلية القانون بجامعة الخرطوم في عام 1984.. وتخرجت بعد ذلك بأربع سنوات.. وفي مطلع عام 1989 تم تعييني مساعداً للتدريس.. وفي نفس العام (شهر مايو) تم قبولي للتحضير للماجستير بجامعة ساسكاتشوان في كندا بمنحة من منظمة التنمية الدولية الكندية.. وفي عام 1994 تم تعييني محاضراً.
غادرت السودان إلى هولندا عام 1995.. ثم انتقلت إلى أيرلندا عام 2006.
وخلال الثمانية وعشرين عاماً الماضية عملت في مجال البحث العلمي والتدريس الجامعي، كما عملت بمنظمات وسفارات.
وفي أثناء الجامعة وبعدها تعرفت على كثيرين من أبناء الوطن زملاء الدراسة والعمل من كل أقاليم السودان ونواحيه ومن كل التنظيمات السياسة.. ما كانت تهمني ارتباطاتهم الحزبية ولا مناطقهم القبلية بقدر ما كانت تهمني سودانيتهم.. كنت أحس بشعور يسري في وجداني يربطني بهم جميعاً ويحببني فيهم ويشدني إليهم ويجعلني منهم.. لكن لم انخرط في أي نشاط حزبي أو عمل سياسي من أي نوع مع أي مجموعة.
لكن وفي عام 1990 وفي أثناء وجودي في كندا بدأت حياتي كلها تتغير. حدث ذلك بعد مقابلة أجرتها معي إحدى الصحف عقب غزو العراق للكويت.. كنت ضد الحرب وضد احتشاد الجيوش الغربية لمحاربة العراق.. لكن وجهة نظري لم ترق إلى بعض زملائي، ورأوا أنها تتسق مع موقف الحكومة السودانية (فاتهموني بالكوزنة!).. وأوصلوا الخبر بسرعة للوكالة الكندية للتنمية الدولية والتي قررت إيقاف منحتي الدراسية حتى التحقق من أنني لا أتبنى آراءً متطرفة!
ومنذ ذلك الحين (والتهمة) تطاردني، حتى أنها سبقتني قبل رجوعي من كندا للسودان في عام 1992.
ثم قررت في عام 1995 حزم حقائبي وأخذ أسرتي وترك أهلي وعملي ومغادرة السودان إلى غير رجعة.. فسافرت إلى هولندا.
وفي عام 1996 أجرت معي إحدى قنوات التلفزيون الهولندي مقابلة تحدثت فيها عن السودان.. وبعد ذلك وبدعوة من جامعة (نايميخن) قدمت محاضرة عن مستقبل الاتحاد الأوروبي.. ثم انهالت دعوات للمشاركة والحديث من عدة جهات ومنظمات في داخل هولندا وخارجها.. من بينها منظمة اسمها (اون فايل).. وفي اليوم الذي كنت فيه استعد لتقديم محاضرة عن السودان ودول منطقة القرن الأفريقي كتب سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في لاهاى عبد المنعم الحويرص رسالة (احتفظ بها) للمنظمة يتهمني فيها ويطالب بعدم السماح لي بالحديث عن السودان؛ لأنني من كوادر الجبهة القومية الإسلامية عالية التدريب، ويشرح أن بعثتي لكندا جاءت مباشرة بعد استيلاء الإسلاميين على السلطة للقيام بنشاطات ذات طبيعة أمنية واستخباراتية!
ثم من بعد ذلك نشرت قوات التحالف التابعة لعبد العزيز خالد تحذيراً وصفني بأنني شخص “خطير جداً” وأن القوات تحتفظ بملف كامل فيه رصد لنشاطاتي في السودان وكندا!
وعلى إثر ذلك، تحققت جهات أوروبية في ارتباطاتي ونشاطاتي ولم تصل إلى شئ.
ثم من بعد ذلك قررت التواصل مع قيادة التجمع الوطني الديمقراطي فالتقيت في عام 1997 بالسيد التجاني الطيب القيادي في الحزب الشيوعي وشرحت له ما جري ووعد بحل الإشكال وبمنع الجميع من التعرض لي مرة أخرى، لكنه للأسف لم يف بوعده.
ثم كلفت المحامي الهولندي المعروف (يان هوفدايك) برفع قضية ضد التجمع الوطني الديمقراطي وطالبت بتعويض مالي كبير. لكن وفي عام 1998 تدخل السيد مبارك الفاضل المهدي سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي وقدم اعتذاراً رسمياً مكتوباً وممهوراً بتوقيعه (أحتفظ به).
ثم من بعد هذه التجارب اعتزلت وانكفأت على نفسي وأسرتي.
لكن وبعد رسالتي الأخيرة للأخ عمر الدقير، وتعليقي على ما يحدث في السودان، وصلتني رسائل بعضها مجهول المصدر أعادت إلى نفسي ذكرى السنوات الطويلة المؤلمة.
وكنت طوال هذه السنوات في حيرة:
لماذا يكره جماعة اليسار ومن يلونهم أبناء وطنهم إذا خالفوهم الرأي والحجة والقناعة؟
لماذا يوصمونهم بما ليس فيهم؟
لماذا يشيطنونهم؟
لماذا يعملون بلا كلل ولا ملل على تدميرهم؟
ماذا يستفيدون؟
فلم أجد جواباً!
لكن ما يجري في وطننا الآن يجيب على كثير من الأسئلة.
فيا أيها المرجفون في المدينة وبلدان الشتات..
ويا أهل اليسار..
ويا دعاة العلمانية..
ويا جماعة الحرية والتغيير المركزية..
أنا كوز..
ومن الفلول..
قفوا عند حدكم..
وفي خطكم..
فوطننا ليس ملككم..
الله بيننا وبينكم..”.
وللعلم، فهذا نموذج واحد لمستوى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغته قحت، قبل (الثورة) وبعدها وإلى اليوم، وحتماً إلى الغد.
لايزال المرض مسيطراً عليهم، وإن تدثّروا كذباً بمسوح الحداثة والتجديد.
هؤلاء هم النموذج الأمثل للشخصية التي سميتها ” بالسايكوفاتية ” . شخصية تكذب لتغتال شخصيتك وتدمر شخصك ويمكن أن تتآمر وتوقع صكاً لقتلك في اعتصام القيادة أو تصطادك بكاتم صوت في موكب ، وتضحك كأنّ شيئاً لم يكن .
#sudany_tv
#sudan_news
#السودان