من البديهيات أنه لا جدوى من قرار فات أوانه .
ومن الطبيعي والدارج في كل الدول استدعاء قواتها الاحتياطية في الأزمات .
إسرائيل مثلاً تستدعي الاحتياط بمجرد أن يطلق الفلسطينيون صواريخهم .
وتستدعي أميركا الحرس الوطني حتى في حالات شغب المدن التي تتجاوز طاقة الشرطة .
وفي السودان لدينا احتياط منظم وذو تجربة ، ومدرب ومنضبط وجاهز لحمل السلاح بصورة نظامية قانونية . وهؤلاء ليسوا قوات قبلية ولا عشوائية .
وكانت تجارب الجيش إيجابية جداً مع قوات الاحتياط ، انضباطاً واحتراماً للتعليمات . وأثبتت هذه القوات فاعلية ونجاحاً مشهوداً ، وكانوا نعم المُعين للجيش .
وهكذا فليس ثمة محاذير من تفلتات تقوم بها. وواقع الحال يقتضي استدعاؤها فوراً .
احتل الجنجويد كثيراً من المنازل واتخذوها مراكز انطلاق لعملياتهم، أو أقاموا مجاورين للمنازل.
لن أفهم أن المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية تعجز أن تبلغ سراً أو بهدوء وحذر سكان المنازل التي يقيم قربها هؤلاء الأوباش ليخلوها، لتقصفها وتدمرها على رؤوس هؤلاء المغول. وتستثني من القصف المنازل أو مراكز احتجاز لأشخاص احتجزوهم.
وهنا يلعب قوات الاحتياط و الدفاع الشعبي دوراً فاعلاً كونه مدرب على حمل السلاح ومنضبط . والأهم أنه قوات خفيفة سريعة الحركة ويمكن أن تتسلل للجنجويد في جحورهم .
ماينبغي على قيادة الجيش ان تكابر فاستدعاء الاحتياطي ممارسة عادية في كل العالم . وهذا ليس وقت لسماع الدعاية السياسية فالخطر أصبح ماحقاً ووصل للعروض .
لا أجد مُبرراً لمخاوف البرهان من هذه القوات ، فإن كان فيهم إسلاميون فالاسلاميون قد أثبتوا أنهم أعقل من أن يسعوا للسلطة بالقوة والسلاح ، وأعلنوا أنهم لن يسعوا إليها إلّا عبر الانتخابات . ولو أرادوا غير ذلك لفعلوا من سنين ، ويقيني أنهم يستطيعون . ولم تكن هذه القوات كلها من الإسلاميين ، فلم الهواجس والمخاوف في هذا الوقت العصيب الذي يتطلب مشاركة الجميع في حماية الوطن وعروض نسائه .
لا يمكن ان ندخل في مفاضلات بين المواطنين الشرفاء ، فالإسلاميون لا يغتصبون نساءنا ولا يروعون اسرنا ولا ينهبون مصارفنا .
لا يمكن لعاقل أن يعترض على أخيه المواطن الذي هب يعينه لقتال وحش هجم على بناته وعروضه بحجة أنه يخالفه سياسياً.
وفي حالة المنازل التي تُدمّر لن تعجز الدولة عن تعويض مالكي المنازل التي دُمّرت حتى لو بلغ عددها ألف بيت، لتقي البلاد من شرٍّ أكبر.
الناس منزعجون جداً من تقاعس البرهان عن استدعاء الاحتياطي ، مع تزايد حالات الاغتصاب لحرائر في العاصمة وحتى شارع مدني. والبرهان بطئ في اتخاذ القرارات ويفوت الفرص .
سمعت قبل قليل تسجيلاً للسيد محمد البصيري صاحب فندق البصيري بلازا ببورتسودان، والذي تحدث عن 50 حالة اغتصاب وصلت بورتسودان، كان حديثاً مريعاً مؤلماً.
وكلنا سمعنا عن حالات اغتصاب لا تُعد في العاصمة، وحالات شملت أسرة بكاملها من شابات وأمهات.
قال لي صديق: إن البرهان لن يستدعي الاحتياط لأن المجاهدين هم الذين سيستجيبون، وهذه هي فزاعة القحاتة ضده.
وإذا صح أن هذه بالفعل هي مخاوف البرهان، فلا بد أن تقوم هيئة القيادة بإقناعه . كيف لعاقل أن يفكر أن قوات منظمة ومنضبطة سيقتلعونه ووطننا ووجوده مهدد وعروضنا تنتهك!!!
لقد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبْيين. فالبرهان قد أصدر قراراً رسمياً بصرف مرتبات الجنجويد المتمردين . وهذه استجابة لمطالب الجنجويد في جدة. وكان سيكون معقولاً صرف المرتبات لمن ألقى السلاح أو سلّم للقوات المسلحة . أما صرفها هكذا بلا اشتراطات فخضوع لاشتراطات المتمردين في جدة .
وبالعودة لبطء البرهان ومخاوفه ، نسأل : هل سنظل رهينة لمخاوف وهواجس البرهان ووطننا تكتنفه كل هذه المخاطر والمهددات؟؟
ما يجب أن ينتظر أهل السودان الإذن من البرهان ولا من أحد لحماية عروضهم ودورهم وشوارعهم ومرافقهم العامة.
إن انتظر الناس الإذن من البرهان فسيصدره بعد أن تسكن الكدايس في العمارات كما أنذرنا حميدتي لو تذكرون.
المتوقع أن تُلِح هيئة قيادة الجيش على البرهان ليصدر قرار استدعاء الاحتياطي فوراً .
ومما حدث خلال الاسابيع الماضية ، يبدو أن المخطط الكبير هو إحداث التغيير الديمغرافي الشامل في السودان الذي بدأه حميدتي بتجنيس أكثر من مليون أجنبي. وهناك مؤامرة كنا قرأنا – قبل بضع سنوات – أن فرنسا ودول غربية تخطط لها، ولم نصدّق وقتها.
إن لم تنزل قوات الاحتياط وانتظرنا بطء وهواجس البرهان فسنكون أقلية غرباء في بلادنا.
فيا هيئة القيادة اقنعوا الرجل ، وسلحوا الرجال القادرين المنضبطين ، ليخرجوا على الجنجويد بأسلحتهم ، قبل أن يقول الرجل اسمي “فاطمة”!!!
ياسر أبّشر
#sudany_tv
#sudan_news
#السودان